مضت خمس سنوات منذ افتتاح جامع المدينة التعليمية في قطر، وهو ليس فقط مجرد جامع، بل يُعتبر رمزًا معماريًا بارزًا في المنطقة، يتميز المبنى بتصميم هندسي يجسد جمالية الفن الإسلامي، حيث يتوسطه خمسة أعمدة تمثل أركان الإسلام، مع نقوش لآيات من القرآن الكريم تزين جدرانه.
تتسع قاعة الصلاة الرئيسية في الجامع لما يصل إلى 1800 مصلٍ، بينما يمكن أن يستوعب الفناء الخارجي ما يصل إلى 1000 مصلٍ، مما يجعله وجهة مركزية للعبادة والتعليم في المنطقة. ومن بين ملامحه المميزة تبرز روعة فن الخط العربي الإسلامي، حيث تمتاز الآيات المنقوشة على أعمدته بجمالية فنية فريدة، وتحمل بصمة الخطاط العراقي طه الهيتي، الذي يعيش ويعمل في لندن، بهذه السمات البارزة، يظهر جامع المدينة التعليمية كمعلم مهم للهوية الثقافية والتعليمية في الشرق الأوسط، ويعكس تفاني مؤسسة قطر في تعزيز التراث والتعليم في المنطقة.
شاهد أيضاً: أفضل 5 مطاعم للمأكولات العربية الأصيلة في قطر
كما وقال الهيتي: “كان التحدي الرئيسي هو نقش آيات من القرآن الكريم في مكان يتضمن المآذن، العناصر الرأسية، بينما تكون الكتابة باللغة العربية أفقية، وكنت دائمًا لا أحبذ فكرة أنه علينا إمالة رؤوسنا لقراءتها”.

لحل هذه الصعوبة، قام الهيتي بتحويل الكتابة إلى شكل رأسي، وهو الحل الذي أثر بشكل مذهل، قائلًا: “كان من بين أصعب الجوانب تحقيق الكتابة بشكل رأسي وجعلها مقروءة، وسعيت دائمًا لأن أتيح للقارئ الفرصة لتحريك عينيه من الأرض إلى السماء، فعندما تكون عيناه على المآذن، سيتساءل عن نقوش الآيات القرآنية”.
“كان من أكثر الجوانب صعوبة القيام بالكتابة رأسيًا، مع جعلها قابلة للقراءة.”
طه الهيتي
ويتجلى عمق التفكير لدى الهيتي في تفاصيل أعماله، مما يظهر بوضوح لزوار الجامع، حيث يجمع بين دوره كمهندس معماري وخطاط. يقول: “قد جلب لي الخط الكثير من الأعمال، وقد استخدمته في عدد من أعمالي المعمارية”. ويضيف: “درست الخط العربي من خطاط موهوب في بغداد، حيث علمني أسرار الشكل الفني، مثل العلاقة بين أشكال الحروف وأبعاد الجسد البشري”.
قدم الهيتي خبرته إلى المدينة التعليمية، وواجه العديد من التحديات خصوصًا فيما يتعلق بالموقع، فقال: “كان هناك انعكاسات للنص على أرضية الفناء، مما يعني أن الناس سينتهي بهم الأمر بالسير عليه، وهذا غير مقبول كونه نص قرآني”. وأضاف: “رغم التحديات التي واجهناها، فإن هذا المشروع كان نتيجة لتعاون مميز بين فنانين ومهندسين معماريين وخطاطين”.

وبعد مرور خمس سنوات على افتتاح المبنى، يستمر الهيتي في إبداء فخره بهذا الإنجاز، ويعبر عن إعجابه بالنهج الجريء الذي تتبعه دولة قطر ومؤسسة قطر في إقامة المشاريع الكبيرة، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب شجاعة كبيرة لتحقيق الرؤية المطلوبة.
وأضاف الهيتي: “كمهندس وفنان، أشعر بالخيبة عندما نقلد في الشرق الأوسط ما لا يناسبنا من الغرب، نحن بحاجة إلى تصاميم تتلاءم مع بيئتنا، ولذا يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة للوقوف والمطالبة بتصميم ينعكس ثقافتنا وتراثنا”.

وأكمل: “أعتقد أن مؤسسة قطر تقوم بعمل رائع، ليس فقط في المجال الفني والعماري، بل في كل المجالات. إن استخدام ثقافتنا وتراثنا بطرق معاصرة وجديدة يضيف لها قيمة كبيرة”.
الطموح والاهتمام بالتفاصيل واضحان في هذا المشروع، بداية من استخدام لون الإحرام الأبيض المرتبط بالحجاج في مكة، وصولاً إلى الاستفادة من العناصر الطبيعية مثل الماء والنباتات، إلى جانب استخدام أنسجة متنوعة في تزيين الطبقات الخارجية للمبنى.
شاهد أيضاً:
أفضل 5 من مطاعم البرياني في قطر ننصح بها
أشهر مطاعم Fish and Chips في قطر 2024
أفضل 4 مطاعم إيطالية في قطر … ننصحك بتجربتها
أفضل مطاعم الفلافل في قطر