تزخر دولة قطر بإرث ثقافي عريق يشكّل جزءًا لا يتجزأ من هويتها الوطنية. فبين ناطحات السحاب والأسواق الحديثة، لا تزال العادات القديمة تنبض بالحياة، لتذكّر الجميع بجذور الأصالة وروح المجتمع المتلاحم، وفيما يلي نظرة على خمس من أجمل وأهم العادات والتقاليد التي تميّز المجتمع القطري وتحافظ على طابعه الفريد.
أفضل 5 عادات وتقاليد قطرية:
- النفلة: بهجة ما قبل رمضان

قبل حلول شهر رمضان المبارك، تجتمع العائلات القطرية للاحتفال بما يُعرف بـ”النفلة”، وهو طقس اجتماعي يعبّر عن الفرح بقرب الشهر الفضيل، تُحضّر الأمهات الأطعمة الشعبية وتوزَّع على الجيران والأقارب، فيما تعمّ روح التعاون والمحبة بين الجميع. النفلة ليست مجرد عادة، بل هي إعلان جماعي عن الاستعداد الروحي والقلبي لاستقبال شهر الصيام.
- الملجة: فرحة الارتباط وبداية الحياة الجديدة
من أجمل اللحظات التي تعيشها العائلة القطرية هي مناسبة “الملجة”، أي عقد القِران بين العروسين. تتمّ هذه المناسبة في أجواء مفعمة بالبهجة والوقار، حيث تُتلى الفاتحة، وتُقدَّم القهوة العربية، وتُعبّر العائلتان عن فخرهما بهذا الارتباط المبارك. رغم بساطتها، فإن الملجة تحمل رمزية عميقة حول قيمة الأسرة ومكانتها في المجتمع القطري.
- مدفع الإفطار: صوت ينتظره الجميع
عندما يقترب موعد أذان المغرب في رمضان، يُسمع دويّ مدفع الإفطار في مناطق مختلفة من الدوحة، مثل سوق واقف وكتارا. ذلك الصوت القديم الذي يعود إلى عقود طويلة مضت، ما زال يحمل في طياته مشاعر الفرح والسكينة، ويُذكّر الناس بقدسية الشهر الكريم. الأطفال يصفقون، والبيوت تمتزج أصواتها بالدعاء والترحيب بوجبة الإفطار.
- المجلس: مدرسة القيم والحكمة
لا يمكن الحديث عن التقاليد القطرية دون ذكر “المجلس”، الذي يُعدّ القلب الاجتماعي لكل بيت. في هذا المكان، يجتمع الرجال لتبادل الأحاديث، واستقبال الضيوف، ومناقشة شؤون المجتمع. يقدم المضيف القهوة العربية والتمر، في مشهد يعكس كرم الضيافة والاحترام المتبادل. المجلس ليس فقط مكانًا للقاء، بل هو رمز للتواصل والاحترام وتوارث الحكمة بين الأجيال.
- العيدية: فرحة الطفولة التي لا تنتهي
في صباح العيد، ينتشر الأطفال في الأحياء بملابسهم الجديدة، يزورون الأقارب والجيران ويغنون الأهازيج التقليدية، بينما يقدّم لهم الكبار “العيدية” نقدًا أو حلوى. هذه العادة البسيطة تزرع في قلوب الصغار معنى العطاء والمحبة، وتخلق ذكريات تبقى معهم مدى الحياة.
تحمل هذه العادات الخمس بين تفاصيلها مزيجًا رائعًا من القيم الدينية والاجتماعية، فهي تعكس روح الكرم والتعاون والاحترام المتبادل التي تميّز المجتمع القطري. ورغم التطور الكبير الذي تشهده البلاد، تبقى هذه التقاليد راسخة في وجدان الشعب، تُمارَس بحبّ وفخر، وتُورَّث جيلاً بعد جيل كجزء لا ينفصل عن هوية قطر وأصالتها.
شاهد أيضاً:
أفضل 5 رحلات بحرية بالقوارب الشراعية في الدوحة
أشياء للقيام بها ليلاً في الدوحة للأزواج
فوائد الاستثمار في العقارات في اللؤلؤة، الدوحة