في إنجاز جديد يعكس استقرارها الأمني وتوازن سياستها الخارجية، تصدرت دولة قطر قائمة الدول العربية في مؤشر السلام العالمي (GPI) لعام 2025، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة Vision of Humanity، وحازت قطر على المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، وعلى المرتبة الـ27 عالميًا من بين 163 دولة تم تقييمها.
يُعد هذا الإنجاز استمرارًا لمسار تصاعدي تبنّته قطر في تعزيز الاستقرار الداخلي، وتعزيز حضورها الإقليمي والدولي من خلال سياسات تقوم على الحوار، والوساطة، والتنمية المستدامة.
ما هو مؤشر السلام العالمي (GPI)؟
مؤشر السلام العالمي هو أداة دولية تُستخدم لقياس مستوى السلام في مختلف الدول، ويعتمد على مفهوم يُعرف باسم “السلام السلبي”، وهو يشير إلى غياب العنف أو الخوف من العنف، يُقيَّم المؤشر من خلال ثلاثة مجالات رئيسية:
- النزاعات الداخلية والدولية الجارية
يتضمن هذا المجال ستة مؤشرات تُقيّم مدى تورط الدولة في نزاعات داخلية أو خارجية، ومدة هذا التورط وطبيعته.
- السلامة والأمن المجتمعي
وهو المجال الأوسع من حيث المؤشرات (11 مؤشرًا)، ويقيس درجة التماسك داخل المجتمع، ومستوى الجرائم، والاستقرار الاجتماعي.

- العسكرة
يُعنى هذا المجال بتحليل حجم الإنفاق العسكري، وعدد أفراد القوات المسلحة، ومدى توفر الأسلحة، وتأثير ذلك على المستوى العام للسلام.
بحصولها على درجة إجمالية بلغت 1.593، باتت قطر واحدة من ثلاث دول فقط من المنطقة نجحت في الدخول ضمن قائمة أكثر 50 دولة سلمية في العالم. وقد تبعتها في القائمة الكويت في المرتبة الثانية عربيًا، وسلطنة عُمان في المرتبة الثالثة.
هذا التصنيف يضع قطر في مصاف الدول التي تحظى بمستويات عالية من الأمان، سواء على الصعيد المجتمعي أو في تعاملها مع القضايا الإقليمية والدولية.
نجاح قطر في احتلال هذه المرتبة المتقدمة يعود إلى مجموعة من السياسات والممارسات الواقعية:
- استقرار داخلي واضح، مع تدني معدلات الجريمة، وتعزيز قيم التسامح والتنوع.
- عدم التورط في نزاعات خارجية مباشرة، والتزامها بسياسات الحياد الإيجابي.
- دور فاعل في الوساطة الإقليمية والدولية، حيث لعبت قطر دورًا محوريًا في تسوية العديد من النزاعات من خلال الحوار.
- استثمارات كبيرة في البنية التحتية والخدمات، مما عزز من رفاهية السكان، ورفع مستوى رضاهم المجتمعي.
- سياسات أمنية مرنة وحديثة تُواكب تطورات العصر وتحمي الأمن القومي دون فرض قيود مفرطة.
على الصعيد العالمي، حافظت آيسلندا على موقعها كأكثر الدول سلمًا في العالم، تلتها أيرلندا، ثم نيوزيلندا. وبينما تتصدر الدول الأوروبية غالبًا هذا المؤشر، يُعتبر دخول دولة خليجية مثل قطر إلى المراتب الأولى إنجازًا فريدًا يعكس تميز تجربتها في المنطقة.
لا يُعد هذا التصنيف مجرد رقم أو مركز في تقرير دولي، بل هو انعكاس حقيقي لمستوى الثقة والاستقرار في الدولة، كما يعزز من جاذبية قطر كمركز اقتصادي وسياحي واستثماري، فالمستثمرون والسياح والمؤسسات الدولية جميعها تُفضّل التعامل مع دول ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن، وتسودها قوانين واضحة وسياسات شفافة.
شاهد أيضاً:
مهرجان التسوق في قطر يعود من 1 يناير 2025
العلامات التجارية الحصرية التي يمكنك العثور عليها في مراكز التسوق الشهيرة في قطر
أفضل مراكز التسوق في الدوحة: دليلك الشامل