في خطوة أثارت جدلاً سياسياً وقانونياً واسعاً في الولايات المتحدة، أُثيرت تقارير إعلامية تفيد بأن قطر عرضت طائرة فاخرة من طراز بوينغ 747-8 على الحكومة الأمريكية لاستخدامها مؤقتًا كطائرة رئاسية، والطائرة التي وصفها البعض بـ”القصر الطائر”، يُقال إن قيمتها تقارب 400 مليون دولار، ما يجعلها من أغلى الهدايا التي يمكن أن تتلقاها الحكومة الأمريكية في تاريخها الحديث.
البيت الأبيض: “هدية قانونية” قيد الدراسة
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن قطر عرضت بالفعل إهداء الطائرة لوزارة الدفاع الأمريكية، مضيفة أن “التفاصيل القانونية لا تزال قيد الدراسة”، مشددة على أن “لا شيء يدعو للقلق بشأن المقابل”، ما يعني نفي وجود صفقة أو رشوة سياسية وراء العرض.

شاهد أيضاً: حقائق عشوائية رائعة عن قطر
ترامب يدافع عن الطائرة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يُرجح أنه سيستخدم الطائرة حال عودته إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، دافع عن العرض واعتبره بديلاً عملياً عن الطائرة الرئاسية الحالية التي يبلغ عمرها أكثر من 40 عامًا، ووجه انتقادات إلى الديمقراطيين الذين يدفعون باتجاه شراء طائرة جديدة بمليارات الدولارات.
الرد القطري: “لم تُمنح بعد وليست هدية شخصية”
من جانبها، نفت قطر أن تكون الطائرة “هدية” لترامب، وأكد علي الأنصاري، الملحق الإعلامي في سفارة قطر بواشنطن، أن النقاش لا يزال جارياً بين وزارتي الدفاع في البلدين، ولم يُتخذ أي قرار نهائي بعد.
قانونية الإجراء ومخاوف داخلية
يحظر الدستور الأمريكي بموجب “بند المكافآت” على أي مسؤول حكومي قبول هدايا من دول أجنبية دون موافقة الكونغرس، ومع ذلك اعتبر مستشارو البيت الأبيض ووزارة العدل أن العرض لا يُعد انتهاكًا لأن الطائرة ستُمنح لوزارة الدفاع أولاً، ثم تُحوّل لاحقًا إلى مكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته، مما يُضفي عليه صبغة قانونية.
انتقادات من الكونغرس والمنظمات الحقوقية
رغم التبريرات القانونية، أثار الإعلان ردود فعل حادة، إذ وصف زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر العرض بأنه يمثل “نفوذاً أجنبياً فاخراً”، بينما طالبت منظمات رقابية مثل “مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاق” بتدقيق دستوري، محذّرة من تجاهل موافقة الكونغرس.
الرسائل السياسية والدبلوماسية
الطائرة ليست مجرد وسيلة نقل، بل رمز للقوة السياسية والدبلوماسية، ووجودها في قلب هذا الجدل يعكس تشابك المصالح بين الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل تحولات جيوسياسية معقدة.
شاهد أيضاً:
نبذة عن البنك العربي القطري
الحد الأدنى للرواتب والأجور في قطر
أغنى الأشخاص في قطر