قرية الزبارة التاريخية هي واحدة من أكثر المواقع الأثرية إثراءً وتراثًا في دولة قطر، وقد احتلت مكانة خاصة في التاريخ والتراث القطري والعربي، وقد تم اختيارها بفخر ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2013، مما يعكس أهميتها الكبيرة كموقع يمتلك تاريخًا غنيًا وتراثًا متميزًا.
موقعها:
تقع قرية الزبارة على الساحل الشمالي الغربي لشبه الجزيرة القطرية وتبعد حوالي 105 كيلومترات عن العاصمة الدوحة، تأسست هذه المدينة الساحلية في منتصف القرن الثامن عشر ونمت بسرعة لتصبح واحدة من أهم المراكز التجارية في المنطقة، وقد كانت الزبارة تعتمد بشكل أساسي على صيد اللؤلؤ والتجارة البحرية، وكانت تعد واحدة من أبرز المدن في المنطقة التي كانت تعتمد على هذين القطاعين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
تصميمها العمراني:
تميزت مدينة الزبارة بتصميمها العمراني الفريد الذي استمر عبر العقود، تحتفظ المدينة ببقايا منازل تقليدية ومساجد ومبانٍ محصنة وأسواق تجارية، هذه البنية العمرانية تعكس نمط الحياة اليومية والأنشطة التجارية في تلك الفترة التاريخية الهامة.
بجوار المدينة تقع “قلعة الزبارة”، وهي قلعة تاريخية بُنيت في عام 1938 تحت إشراف الشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني، الحاكم الثالث لقطر، تميزت هذه القلعة بجدرانها الصلبة وبرجها الدائري ووسائل الدفاع التي كانت تستخدم لحماية الساحل الغربي لقطر.
ترميمها:
تم ترميم القلعة في عام 1986 وتحويلها إلى متحف إقليمي يستضيف الزوار ويروي قصة المدينة وتاريخها، يوفر المتحف مركزًا للزوار مجهزًا بتكنولوجيا حديثة لتوضيح تاريخ المدينة وأهميتها التاريخية كمركز تجارة اللؤلؤ والنشاطات البحرية.
الأثار المكتشفة:
من بين الآثار المكتشفة في الزبارة، يشمل ذلك العديد من الأدوات والمعدات التي كان يستخدمها صيادو اللؤلؤ في تلك الفترة، بالإضافة إلى الفخاريات والنقوش التي تحكي قصة حياة السكان القدامى في المدينة وأنشطتهم البحرية والتجارية.
طبيعتها:
تمتاز الزبارة أيضًا بجمال طبيعتها، حيث يلتقي البحر بالصحراء، وتشكل هذه المواقع التضاريسية المتنوعة جزءًا من سحر المدينة وجاذبيتها.
