قد لا تخطر ببالك الشواطئ الاستوائية أو المروج المليئة بالأزهار أو الجبال المغطاة بالثلوج عند التفكير في قطر. فالبلاد تتميز في الغالب بتضاريسها المسطحة والرملية، مع بعض التلال المنخفضة وهضبة جيرية مركزية.
لكن لا تفترض أن المناظر الطبيعية في البلاد مملة وغير مثيرة. فهي ليست باهتة، بل مختلفة. فليس هناك ما هو أكثر إلهامًا من الامتدادات اللامتناهية من الرمال الصحراوية النقية والكثبان المتدحرجة التي تتلألأ تحت أشعة الشمس. وإذا كنت تبحث عن الشواطئ، فليس لدى قطر نقص في ذلك – بدءًا من المنتجعات العصرية التي تنافس تلك في الريفيرا الفرنسية إلى الخلجان الهادئة التي لن ترغب في مغادرتها.
ومع ذلك، فإن الشواطئ والصحاري تعتبر أماكن سياحية متوقعة في قطر. لكن البلاد ستدهشك هنا وهناك بعجائب غير متوقعة. تخيل بحرًا داخليًا مليئًا بالحياة البحرية، وفضاءً أخضر هادئًا في وسط مدينة صاخبة، ونقوشًا صخرية في محجر مهجور. ثم هناك ناطحات السحاب اللامعة، والمتاحف المميزة، والفنادق الحديثة، والجزر الاصطناعية.
مع كل هذه الأماكن المذهلة لرؤيتها في قطر، ليس من المستغرب أن البلاد بدأت في الظهور كواحدة من أكثر وجهات السياحة المطلوبة في الشرق الأوسط. قبل أن تصل جموع المسافرين المغامرين والسياح الذين يسجلون الأماكن في قوائمهم، تأكد من تجربة أكبر عدد ممكن من الأماكن الجميلة في قطر حتى تتمكن من القول إنك رأيتها أولًا.
أماكن جميلة للزيارة في قطر
محميّة بروق
تحتوي قطر حاليًا على 12 محمية طبيعية، تغطي حوالي 3464 كيلومترًا مربعًا من محميات الحياة البرية ومواقع التعشيش. تُعتبر محميّة بروق واحدة من أهم مناطق الحماية في البلاد، وتقع على الساحل الشمالي الغربي لقطر، على بعد حوالي 65 كيلومترًا من الدوحة. المنطقة معروفة بمواقعها النيووليثية، والحفريات الأثرية، وارتفاعاتها الجبسية، وتضاريسها الفريدة. تعتبر بروق موطنًا لعدد كبير من الغزلان، والنعام، وأنواع أخرى من الطيور. كما يوجد بها بعض الغزلان البرية ومجموعة متنوعة من النباتات الصحراوية. بفضل بيئتها الطبيعية، تعتبر المنطقة أفضل مكان لإعادة إدخال بعض الأنواع المهددة بالانقراض، بما في ذلك المها العربي. في وسط البرية الشاسعة، توجد معالم فنية مثل قطعة “شرق-غرب / غرب-شرق” للفنان الأمريكي الشهير ريتشارد سيرا. تمتد التماثيل على أكثر من كيلومتر وتتكون من أربع لوحات فولاذية قائمة.

جزيرة اللؤلؤة
تمتد جزيرة اللؤلؤة على ما يقرب من أربعة كيلومترات مربعة، وهي جزيرة اصطناعية تبلغ تكلفتها عدة مليارات من الدولارات. تقع على بعد 350 مترًا من لاغون ويست باي في الدوحة. تحتوي الجزيرة على 12 منطقة، كل منها فريدة من نوعها. كل منطقة تتميز بأجواء البحر الأبيض المتوسط، مع مجموعة من الفيلات البحرية، والمراسي، والساحات المشاة، والحدائق المنسقة. يُعتبر “مدينة المركز” من بين المناطق الأكثر شعبية على الجزيرة، حيث تُحاكي سحر الساحات الحضرية في البحر الأبيض المتوسط. “قرية قانات” هي منطقة مشهورة أخرى تذكرنا بفينيسيا، مع قنواتها المعقدة وفيلاتها الملونة.

جزيرة البنانا
تُعتبر جزيرة الموز رد قطر على الفيلات المائية في المالديف، والشواطئ الذهبية لجزيرة كريت، ومياه البحر الكاريبي الفيروزية. تقع الجزيرة على بعد حوالي 25 دقيقة بالقارب من الدوحة، وتبدو وكأنها تنتمي إلى جزء آخر من العالم. تتميز الجزيرة بشاطئها الطويل الذي يمتد على نصف ميل، وأشجار النخيل، ومياهها الزرقاء اللامعة. كما تضم مجموعة واسعة من الفيلات الفاخرة والفنادق الراقية.

خور العيد
يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من قطر، ويُعتبر خور العيد أحد المعالم الطبيعية الأكثر تميزًا وجمالًا في البلاد. يمتد خور العيد على طول 15 كيلومترًا و12 كيلومترًا في العرض. يتمتع بإيكولوجيا خاصة تدعم عدة أنواع، بما في ذلك السلاحف والغزلان والدلافين. يعد أيضًا موطنًا لمجموعة متنوعة من الطيور.

شاطئ الفويرط
يُعتبر شاطئ الفويرط مكانًا رائعًا للاسترخاء. يقع على بُعد 91 كيلومترًا شمال الدوحة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بشاطئه الواسع ومياهه الزرقاء.

الجساسية
اكتشف علماء الآثار نقوشًا صخرية في جميع أنحاء قطر، لكن لا توجد أي منها مثيرة للإعجاب مثل تلك الموجودة في المحجر المهجور بالجساسية. تحتوي الجساسية على أكثر من 874 نقشًا منتشرة على مساحة 700 متر، مما يجعلها تضم أكبر مجموعة وأكثرها تحفظًا من النقوش الصخرية.
لم يتفق الخبراء بالإجماع على عمر النقوش، لكن بعضهم يعتقد أنها تعود إلى العصر الحجري الحديث. تُظهر معظم النقوش ثقوبًا دائرية مرتبة في أنماط مختلفة، مثل الورود والصفوف والنجوم. كما توجد نقوش لسفن الدهو، والأسماك، والآثار، والنعام، والأنواع الرباعية، والعقارب، وأنماط غامضة أخرى.
تقع الجساسية على بُعد حوالي 80 كم شمال الدوحة. يغلب على المنطقة المحيطة التضاريس الصخرية المليئة بالتلال الصغيرة، وبعض الأجزاء تحتوي على آثار لمساكن قديمة وبقايا من الفخار يعود إلى القرن الخامس عشر.

حديقة أسباير
تخيل حديقة ضخمة في وسط مدينة تقع في قلب الصحراء. تمتد حديقة أسباير على مساحة 217 فدانًا، وهي أكبر مساحة خضراء في العاصمة، وتحتوي على مروج مُنسقة، ومسارات مشي جميلة، ومعدات رياضية، وملاعب للأطفال، ونوافير رائعة، ومقاهي ومطاعم.
توجد مجموعة متنوعة من النباتات المثيرة، بما في ذلك أشجار الباوباب الغريبة المستوردة من الأرجنتين. في قلب الحديقة توجد البحيرة الوحيدة في الدوحة، حيث تجذب البط والإوز وغيرهم من الطيور للجوء من حرارة الطقس. يحيط بالحديقة مسار جري بطول 5 كم، يستضيف العديد من الفعاليات على مدار السنة بما في ذلك سباقات المرح وأنشطة اللياقة البدنية.
تُعتبر برج أسباير الشهير، الذي يرتفع 300 متر فوق الحديقة، معلمًا مذهلاً، خاصة عندما يتلألأ في الليل. كما تقع بالقرب منها مراكز التسوق مثل فيلاجيو وهاي بلازا، فضلاً عن المنشآت الرياضية الشهيرة مثل استاد خليفة ومركز حمد للألعاب المائية وقبة أسباير.

إليك أيضًا: أهم 5 تجارب لا تفوّت مع الأطفال في قطر
أبراج برزان
بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت أبراج برزان تحمي الوديان في قطر التي تجمع مياه الأمطار الثمينة. كان بإمكان الحراس مراقبة الصحراء بحثًا عن الغزاة والبحر لرصد السفن من قمة البرج، وقد يُعتقد أن الأبراج كانت تُستخدم أيضًا كمرصد لتتبع حركة القمر.
تبلغ ارتفاعات أبراج برزان 16 مترًا وسماكتها 1 متر، مدعومة بدعائم في الزوايا. تتكون الجدران من أحجار المرجان المختلطة مع الحجر الجيري، والتي تم ربطها بالطين.
تقع هذه المعلم الرائع على بُعد 20 كم شمال الدوحة، في مدينة أم صلال محمد. يمكن للزوار تسلق البرج والنظر إلى البحر اللامتناهي، أو زيارة المسجد الصغير داخل المجمع.

شاطئ كتارا
لا حاجة للسفر بعيدًا للاستمتاع بشاطئ عالمي المستوى في قطر. يمتد شاطئ كتارا بطول ميل واحد ويقع في وسط الدوحة، وهو واحد من أكثر المعالم شعبية في القرية الثقافية كتارا.
بجانب السباحة، يمكن للزوار المشاركة في مجموعة متنوعة من الرياضات المائية مثل الطيران المظلي، وركوب الأمواج، والتزلج على الماء، وركوب القوارب. يمكن للراغبين في المغامرة الذهاب في رحلة صيد أو استئجار قوارب للتجديف.
على عكس الشواطئ البعيدة، يوفر شاطئ كتارا كل ما تحتاجه ليوم شاطئي مريح، من مرافق الاستحمام إلى المطاعم، ووجود حراس الإنقاذ، ومظلات شاطئية. كما توجد مناطق مظللة كثيرة.
قد يصبح الشاطئ مزدحمًا قليلًا، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، لكن الأجواء الحيوية تضيف إلى جاذبيته. يُرجى ملاحظة أن الشاطئ يتبع قواعد ملابس صارمة، حيث يجب على النساء تغطية أذرعهن وأرجلهن أثناء التواجد في الهواء الطلق.

جزيرة السافية
تقع جزيرة السافية غير المأهولة قبالة سواحل الدوحة وجنوب اللؤلؤة، على بُعد رحلة قصيرة بالقارب. تمتد الجزيرة الضيقة على مسافة ميلين من الشرق إلى الغرب، وتوفر مناظر خلابة لأفق الدوحة.
تتكون الجزيرة بشكل رئيسي من رمال ناعمة، ولا توجد مطاعم أو مرافق سوى صناديق القمامة ومظلات خشبية. يجب على أي شخص يزور هذه الجزيرة النائية إحضار مستلزماته الخاصة، بما في ذلك الطعام والمناشف وكريم الشمس. بالإضافة إلى السباحة في المياه الزرقاء الصافية، يمكن للزوار الاستمتاع بمجموعة من الرياضات المائية مثل ركوب الأمواج، وركوب الزلاجات المائية، وركوب القوارب الكبيرة، والتجديف.

شاهد أيضاً:
10 أسباب رائعة لزيارة قطر هذا العام
ما هو أفضل وقت للسياحة في قطر؟
لماذا نحب العيش في قطر